كاتب سعودي يصف وزارة الخدمة المدنية " بالتلميذ الذي نام طوال العام الدراسي ثم وجد نفسه فجأه أمام موسم الامتحانات

الاحد , 24 نيسان , 2011 :: 6:17 م

كاتب سعودي يصف وزارة الخدمة المدنية " بالتلميذ الذي نام طوال العام الدراسي ثم وجد نفسه فجأه أمام موسم الامتحانات




صحيفة التعليم ــ همام العتيبي ــ


وصف الكاتب خلف الحربي عبر مقاله في صحيفة " عكاظ " وتحت عنوان " ياخدمتنا لقد هرمنا " وزارة الخدمة المدنية بالتلميذ الذي نام طوال العام الدراسي ثم وجد نفسه فجأه أمام موسم الإمتحانات وجاء هذا الوصف بعد صدور الأمر السامي الكريم بتثبيت جميع موظفي البنود إلا إن وزارة الخدمة المدنية وجدت نفسها أمام ملفات متراكمة ورأت إن

إغلاق هذه الملفات أفضل من فتحها ؟

كما أوضح الكاتب مشكلات اخرى أكثر تعقيدا مثل مشكلة المعلمات البديلات وكادر المهندسين وموظفي العقود

والكثير من المشكلات التي تدفع الموظفين والموظفات لأن يقولوا بصوت واحد: (يا وزارة الخدمة المدنية .. لقد هرمنا .. وهرمت أنت قبلنا .. وهرم السلم الوظيفي .. وهرمت وظائفك المحبوسة في الأدراج .. دون أن تأتي لحظة التجديد وقراءة الواقع بشكل مختلف) .

نص المقال :

الحديث عن تعقيدات السلم الوظيفي دائما ما يقودني إلى قناعة مفادها: (العتبة قزاز والسلم نايلون نايلون!)؛ لأن الجهات المعنية بأوضاع الموظفين في القطاع الحكومي ــ وخصوصا وزارة الخدمة المدنية ــ ليست لديها أدنى رغبة في معالجة المشكلات التي يواجهها الموظفون؛ لأنها ترى أن إغلاق الملف أسهل بكثير من فتحه والبحث عن حلول مبتكرة، وهكذا تراكمت الملفات المغلقة فوق بعضها البعض حتى أصبح من الصعب التعامل مع كل هذه الملفات في وقت واحد .
وحين جاءت الأوامر الملكية السامية بترسيم موظفي البنود وجدت الوزارة نفسها أمام جبل من الملفات المتراكمة التي لم تفكر يوما في فتحها ولم تضع لها حلولا استباقية فأصبحت مثل التلميذ الذي نام طوال العام الدراسي ثم وجد نفسه فجأة أمام موسم الاختبارات، لقد اعتدت طوال الأسابيع الماضية على نوعية جديدة من رسائل القراء الأعزاء التي تتحدث عن مشكلات وظيفية لا تخطر على بال، وتحتوي على تفاصيل معقدة لا تستوعبها هذه الزاوية، ولكنني سوف أستعرض مشكلتين فقط من هذه المشكلات على سبيل المثال لا الحصر لأسأل سؤالا واحدا فقط: هل تملك وزارة الخدمة المدنية خطة ما لحل هذه المشكلات في المستقبل المنظور أو حتى غير المنظور؟!.
المثال الأول: موظفة على السلم العام تقول إنها والكثيرين غيرها قبلوا بمراتب وظيفية أقل من شهاداتهم العلمية لأنهم لا يملكون خيارا آخر؟، والآن بعد ترسيم موظفي البنود الذين يحملون شهادات مماثلة أصبحوا في مرتبة أعلى منهم، كما أن فرصتهم في الترقية أصبحت أسرع منهم بعام واحد على الأقل، ونحن نسأل: هل تملك الوزارة أية خطة استباقية لحل مشكلة هذه الفئة كي لا ترتبك مثلما حدث عندما صدر الأمر الملكي بترسيم موظفي البنود؟ هل أحصت عددهم على الأقل؟.
المثال الثاني: موظفة على المرتبة الخامسة تقول إنها تعمل على جهاز الكمبيوتر طوال ساعات دوامها، وتحمل كل الشهادات المطلوبة، ورغم ذلك فشلت في الحصول على بدل الحاسب الآلي، كما فشلت في ضم 7 سنوات قضتها على نظام الساعات إلى خدمتها، وهي تسأل: «هل ثمة أمل في أن يتغير سلم الموظفين في الأرض الذي يزيد عمره على 30 عاما ويتطور مثل سلالم الأطباء والمعلمين وهيئة الادعاء وسلالم وزارة الصحة، أم أن وزارة الخدمة المدنية مصرة على البقاء خارج العصر؟».
وبالطبع هناك مشكلات أخرى أكثر تعقيدا؛ مثل مشكلة المعلمات البديلات اللواتي يرفض أن يعترف بهن سلم الخدمة المدنية، ومشكلة كادر المهندسين التي لم تعد خافية على أحد بعد لقائهم الشهير مع معالي الوزير، ومشكلة معلمي الحاسب الآلي الذين لا يصرف لهم حاسب آلي، ومشكلة موظفي العقود الذين تم استثناؤهم من الترسيم، ومشكلة موظفي التشغيل الذاتي الذين لا يلتفت أحد لهم إطلاقا، والكثير من المشكلات التي تدفع الموظفين والموظفات لأن يقولوا بصوت واحد: (يا وزارة الخدمة المدنية .. لقد هرمنا .. وهرمت أنت قبلنا .. وهرم السلم الوظيفي .. وهرمت وظائفك المحبوسة في الأدراج .. دون أن تأتي لحظة التجديد وقراءة الواقع بشكل مختلف) .